مسؤوليات متبادلة وهدف واحد
ان الرجل والمرأة, يتساويان معا في مجال التكليف, ويختلفان حسب الوظيفة المنوطة بهما في القدرات, وهذا شيء فطري مفروض عليهما, لأنه هو محل الاختبار والامتحان الذي قرره الله عليهما, أما في الاعمال والافعال فلكل امرىء ماسعى, وكل امرىء بما كسب رهين, لاأفضلية لاحد على أحد الا بجده واجتهاده, وجهاده وكفاحه.
وإذا كان الامر كذلك فلننظر ماهي وظيفة المرأة وماهي وظيفة الرجل في ظل عدالة الاسلام ومبادىء القرآن الكريم التي خطها الله عز وجل وليس العقل الناقص من بني الانسان.
ونحن إذا تجردنا في هذه النظرة, وجدنا أن وظيفة المرأة أعظم وأرفع من وظيفة الرجل, وان كانت الوظيفتان متكاملتين, هذا اذا أحسنت المرأة القيام بوظيفتها.
لقد وزع الله مسؤوليات الحياة على الزوجين, لكنه انتخب المرأة المسؤولية الكبرى وهي انتاج الجنس البشري الذي كرمه الله على سائر المخلوقات, وامر الملائكة بالسجود له, وأضافة لهذه المسؤولية, أوكل سبحانه الى المرأة ,تربية هذا الكائن المختار, وهذه التربية هي مفتاح سعادة البشرية أو شقائها, مفتاح أن يصير الانسان ملكا مقربا من الله وخليفة له على الأرض, أويصبح شيطانا فاسدا مطرودا من رحمته تعالى.
وفي مقابل هذه المسؤولية الضخمة التي حملها الله كاهل المرأة أية امرأة, أوجب على الرجل المسؤولية الاخرى, وهي مسؤولية (الحماية) فالأسرة التي عصبها الموجه والمربي هو المرأة ,لابد لها من سلاح قوي, يحفظها من الخارج ويحافظ عليها لتتاح لها السكينة والطمانينة والامن والاستقرار, ذلك هو الرجل, ثم أوكل به مسؤولية أخرى هي وظيفة القوامة, بمعنى أن يؤمن لهذه النواة الاجتماعية النامية في ظل الله وتعاليمه, المال والمؤن داخلية, ووظيفة الرجل خارجية, واذا كنا نعلم ان الاسلام يعمل من الداخل وليس من الخارج ,ويبني من داخل النفس لامن خارج الجسد, أدركنا مدى قيمة ووظيفة المرأة, وبالتالي قيمة المرأة نفسها التي اختارها الله لاداء هذه الوظيفة.
وبمقدار ماتقوم المرأة بهذه الوظيفة تكون قد بلغت مكانتها التي أرادها الله لها, وبمقدار ماتقصر المرأة عن أداء وظيفتها بقدر ماتكون منحطة وذميمة, لأن تركها لواجبها الهام لن يهدم قيمتها فقط, بل أنه سيهدم المجتمع بأسره