في غمرة الأفراح..
أتاني مودعا قرية الافراح..
اتاني مودعا دنيا المحبة والصلاح..
دموعه تئن لقسوة الأحزان..
ودموعي تواسي آلامه شديدة الأعياء والهذيان..
حروف تنطق بالصمت المطبق على الحركان..
وكلماته لها نوح طير يغرد الأشجان..
خاطبته بلغة بالغة الأسى والعنفوان..
خاطبته ببؤس الفقير المتواري عن الأنظار..
ورد خطابي بمعزوفة المسكين المغادر للديار..
وتلى على حاله صلوات الرحمة والاحتضار..
أدمى مقلتي...
حين نظر الي بعين جرح الارتحال..
وكفكف الدمع..
الدمع المتساقط من أعالي الأجفان..
وأعد لرحيله..
حفلة تئن من وطأة الأحزان..
دعاني أليها في قاعة..
....... محطات النسيان ..........
بدأ الحفل بكلمات من أنات الخسران..
ثم قصيدة تلتقط أنفاسها بعدما أصابها الغثيان..
ثم جائت اللحظة المنتظرة منذ الأوان..
جاء ليغني..
أصعب آلام الروح قبل مساء الحرمان..
غنى..
بلوعة المشتاق..
غنى..
بحرقة اليتيم المهان..
وأبكى الحاضرين من شدة معاناة الزمان..
وكان من بين حضوره..
.. إحساس ..
و
.. عاطفة ..
و
.. مجموعة انسان ..
ثم دوى المكان صمت كئيب الألوان..
وإذا بصديقي ..
تفيض روحه مع بزوغ فجر الإيمان..
تعثرت خطواتي قليلا..
واستجمعت قوتاي المنهكتان..
وقفت أنظر إلى وجهه التعيس..
الغارق في الأحزان..
تأملت ملامح وجهه وعيناه المنكسرتان..
ثم ...
صرخت..صرخة أفزعت ملوك الجان..
أحسستها خرجت..
بغير وعي من أسوار سجن بلا سجان..
وتذكلات أيامنا المثلى..
وأوقاتنا المليئة بالامتهان..
رأيت أيامي معاه..
تمر أمام عيني كشريط ذكريات حزان..
واسترجعت ذكرى طفولتنا..
القاتمة..وصوت صراخ الفرسان..
ومر على خاطري..
حين كنا نمشي على أعتاب الشطآن..
حين كنا..
نودع أحزاننا في..صالة الحرمان..
لما قدرنا..
أن نكون فيس وليلى وخنساء الزمان..
لما عمرنا..
أفنى عمره في محاربة جنون النكران..
وهل حكر علينا..
مقارعة معارك الأحزان..
أنا لا أريد من الدنيا..
.. الراحة ..
.. السكون ..
.. الاطمئنان ..
أنا لا أريد من الدنيا..
.. الهدوء ..
.. السعادة ..
.. العنفوان ..
ولكن أريد أن تقينا شرور أنات الحزان..
أن تقينا ويلات الأسى والحرمان..
أن ترمينا بعيد عن ثكنة القسوة والنسيان..
آآه.. آآه..
مالي حائر مثلي بدنيا واسعة العنان..
مالي كسير كقلبي..
بالتئام جروحه المتناثرة على النيران..
[u][i][b]